الرئيسية
أسباب عذاب القبر
إننا من أول البرنامج ونحن نتكلم عن مراحل الدار الآخرة وأمنيتنا في البرنامج أن يتقابل كلنا كما أننا جالسون مع بعض الآن غدا في الجنة مع النبي عليه السلام.
يفتح لنا الأبواب فندخل الجنة ونستريح ونجد وقتا نجلس فيه مع النبي عليه السلام ونقابل وجه رب العالمين سبحانه وتعالى ونستمتع بما لذ وطاب في جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
هدف البرنامج هو هدفان كبيران أحدهما أن نجعل الآخرة في واقعنا فنعيشها في الواقع من خلال بعض المعلومات نطلع عليها من خلال هذا البرنامج.
إننا نريد أن ننزل الآخرة إلى واقعنا بحيث ننتهي على باب الجنة في آخر رمضان.
إننا في كل مرحلة من المراحل نحاول بقدر استطاعتنا أن نذكر أسباب النجاة التي تنجي الإنسان من جهنم ومن النار.
كما أننا اليوم سنتكلم عن أسباب عذاب القبر كما قال عليه السلام إن الله لما خلق الخلق كتب كتابا فهو عنده في العرش إن رحمتي تغلب غضبي.
الأصل أنه رحيم والأصل أن الإنسان العاصي تنزل عليه الرحمة فتشمله قبل أن ينزل عليه العذاب.
وأي إنسان يعذب فهذا قد طرد من رحمة الله لأنه لا يستحقها مع أن رحمة الله قد وسعت كل شيء.
والله تعالى قال كتب على نفسه الرحمة.
لكن هل هناك منا من هو مستغن عن الرحمة في أشد الأوقات التي يحتاج فيها إلى أن يرحم ويحتاج فيها عونا من رب العالمين سبحانه وتعالى قال عليه السلام ليس أحد أحب إليه العذر من الله لذلك أرسل الرسل.
وهذا يعني أن أكثر من يحب أن يمنحنا عذرا وفرصة هو ربنا الله تعالى ولهذا أرسل الرسل حتى لا يكون للناس حجة بعد الرسل على الله تعالى.
ليست هنالك حجة حتى قال عليه السلام لا يأتي أحدكم يوم القيامة بالدنيا على ظهره فيقول يا محمد أدركني أغثني فأقول قد بلغت.
إن نبينا عليه السلام لم ينتقل إلى الله تعالى حتى بلغنا عن كل شيء من الخير والشر.
وقبل أن نتكلم عن القبر سنقول قبل العذاب الحمد لله يا رب أننا نشكرك ونذكرك في هذه الجلسة.
هنالك بعض الناس من ينكر عذاب القبر والخطأ ليس منه إنما الخطأ مني أنني أستمع إلى هذا الكلام من غير المتخصص من العلماء بهذا المجال.
ولهذا لا بد في علم من العلوم أن ألجأ إلى المتخصص فيها حتى لا أغبن وأتعلم علما غير صحيح وغير موجود.
وهنا أقول قال الله تعالى في كتابه الكريم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب أليم.
فذكر الله تعالى أن هنالك عذاب قبل العذاب الأليم في جهنم وقال تعالى أيضا عن آل فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب.
إذن النار التي يعرضون عليها هي غير الآخرة لأن الله تعالى قال ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب قال تعالى ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون.
إذن العذاب الأكبر الذي هو عذاب القبر معروف والعذاب الأكبر هو عذاب النار يوم القيامة.
ونبينا عليه السلام كان يعلم الصحابة الاستعاذة من عذاب القبر كما قال ابن عباس كان النبي يعلمنا هذا الدعاء كما يعلمنا السورة من القرآن فيقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال.
لقد كان يقول هذا الدعاء بعد التشهد وفي يوم من الأيام دخلت امرأتان على السيدة عائشة فقالوا لها إن هنالك أناسا يعذبون في القبر فأنكرت هذا الكلام ولما دخل عليها رسول الله قالت يا رسول إن إن نساء عجزا من اليهود جاؤوا إلي فقالوا إن الناس يعذبون في قبورهم فقال يا عائشة إنهم يعذبون في قبورهم عذابا تسمعهم البهائم.
ومرة كان عليه السلام على بغلته فدخل مقبرة فيها مشركين فكادت بغلته أن توقعه لما أرادت أن تنحاز عن الطريق فقال عليه السلام لمن هذه القبور فقالوا إنها لأناس ماتوا على الشرك.
وهنا نذكر قول أحد الصالحين واسمع عمر بن ذر لو يعلم أهل العافية ما في القبور من أجساد بالية لجدوا في الأيام الخالية.
والأيام الخالية هي الأيام التي نعيشها الآن وهنا نذكر قول الحسن البصري يا ابن آدم إنما أنت أيام يوم مضى بما فيه ويوم هو غد بالنسبة لك قد لا تدركه ويوم أنت فيه فاعمل فيه.
قال الشاعر:
قبورنا تبنا وما تبنا ويا ليتنا تبنا قبل ما تبنا.
فإذا حمل العاصي أو الكافر على الكتف قال عليه السلام إن الجنازة إذا وضعت على الكتف فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت من العصاة قالت يا ويلكم إلى ما تذهبون بي إليه.
وقال عليه السلام أيضا في الصحيحين عن سمرة بن جندب أتاني الليلة آتيان فقالا لي قم وانطلق فانطلقت معهما فأتينا إلى الأرض المقدسة فإذا رجل مضطجع ورجل بيده كلوب يشرشره إلى قفاه وفي منخاره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فقلت ما هذا قالا انطلق فانطلقنا فإذا رجل مضطجع ورجل قائم عند رأسه بفهر أي الصخرة العظيمة فيضربه على رأسه فيسلغ رأسه ويتدهده الحجر.
وهكذا إلى يوم القيامة فقلت سبحان الله ما هذا قيل لي انطلق حتى إذا أتينا على تنور وفيه رجال ونساء عراة يأتيهم اللهب من أسفل فإذا جاءهم من الأسفل ضوضوا فقلت ما هذا قيل انطلق قال حتى إذا أتينا إلى نهر من دم ورجل يسبح فيه ورجل قائم عند حافة النهر بيده صخور كلما أراد الخروج ضربه بالحجر فأعاده إلى الدم فقلت سبحان الله ما هذا قال لي انطلق انطلق.
قال ثم أتينا على روضة فسيحة وهي الجنة حتى إنه رأى قصره فأراد أن يدخلها فقالوا له لم يحن الوقت بعد.
انتهت الرحلة فقال لهما لقد أريتماني عجبا فقولا لي:
فقالا له إن هذه الأنواع التي رأيتها هي أنواع عذاب القبر إلى يوم القيامة لبعض المعاصي يا محمد أما عن الرجل الذي كان الكلوب يقطع وجهه وعينيه فذلك الكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه في الآفاق.
وأما عن المضجع وآخر يضرب رأسه فهو رجل آتاه الله القرآن فرفضه في النهار ونام عن الصلاة المكتوبة.
ومعنى رفضه في النهار أنه لم يطبق القرآن في أعماله اليومية لأنه يرى أن القرآن غير نافع الآن لهذا رفضه ونام عن الصلوات التي أوجبها الله تعالى عليه.
وكما نعلم أن الصلاة لها أوقات فلا يجوز أن يؤخر الإنسان صلاته عن وقتها.
وأما عن الذين كانوا في التنور قالا أولئك الزناة من الرجال والنساء أي يأتيهم اللهب من أجل أن تحرق أجسادهم كما متعوا أجسادهم بهذه الشهوة.
وأما عن الذي كان يسبح في بحر من الدم فهو آكل الربا أي الذي كان يمص دم الناس.
وبعد أن أروه النعيم كله قالا له أما أنا فأنا جبريل وهذا أخي ميكائيل.
قال عليه السلام وإن العبد الفاجر إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه يسمع قرع النعال قال فيأتياه ملكان فيجلسانه ويسألانه من ربك وما دينك وما قولك في الرجل الذي بعث فيكم....؟
عندما يسألانه من ربك كأنهم يقصدون من الذي يسيرك ومن الذي أنشأك وخلقك وكونك وما دينك أي أي الشيء الذي يحكمني أهو مزاجك أم أصحابك أم الغرب من تقاليدهم وعاداتهم ثم يقول وما قولك في الرجل الذي بعث فيكم وماذا يمثل لك.......؟
عندما يسأل العاصي هذه الأسئلة بوده أن ينطق لكن لسانه لم تكن في الدنيا مسخر لله تعالى ولهذا فإن جوارحه ستخونه.
فيقول هه سمعت الناس يقولون شيئا قلت مثلهم فتقول له الملائكة لا دريت على الشك كنت وعليه مت وتبعث إن شاء الله.
ثم يؤمر القبر بأن تأتي على هذا الجسد وتقترب منه لتضمه وتعصره وهو ينادي والبهائم تسمعه وبدأت ضلوعه تتفرق وهو يصرخ وينادي لكن هل من مجيب في هذه الفترة ويبقى كذلك حتى تفترق أضلاعه ثم يفتح له باب من نار فيأتيه من سموم النار ورائحتها ثم يأتيه عبد أسود كريه المنظر نتن الرائحة فيقول له من أنت يقول له أنا عملك السيئ فوالله ما علمتك إلا سريعا في معصية الله بطيئا في طاعته فلا جزاك الله خيرا.
ثم يفتح له مكان من الجنة ويقال له هذا مقعدك في الجنة قد أبدلك الله شرا منه هذا ويفتح له باب إلى جهنم فيرى مقامه وعندما يرى مقامه في جهنم يقول يا رب لا تقم الساعة.
بعد أن سمعنا كل هذا عن عذاب الفاجر والكافر والمشرك والعاصي فلماذا لا نتوب إلى الله تعالى من الآن حتى لا نعذب مثل هذا العاصي والنبي عليه السلام يقول لنا وهو يسهل لنا العمل:
ما أمرتكم به فاتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عن شيء فدعوه.
اجتهد في الطاعة وابتعد عن معصية الله تعالى ولا تقل لي بالتدرج لأن الدين جاء متدرجا أقول لك هذا في الطاعات أما في المنهيات فلا بد من الانتهاء فورا دون تردد.
لا بد أن نعود إلى الله تعالى ونتوب إليه وكما نعلم أن أسباب العذاب كثيرة ومن أهمها اللسان فقد جاء في الصحيحين أنه عليه السلام مر على قبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستبرئ من بوله أي كان مهملا في النظافة.
إذن الأول كان يمشي بالنميمة فينقل الكلام من مجلس إلى مجلس.
والسبب الثالث بعد النميمة والاستبراء من البول الكذب لأنه من الكبائر وفيه غش للمسلمين ومن غش المسلمين فهو ليس منهم.
وأيضا عدم تحكيم شرع الله تعالى في أفعالنا وأنا لن أقول لك حكم شرع الله تعالى في كل عمل من أعمالك وأعمال غيرك وإنما ابدأ بنفسك وهي البداية ثم تشرع بغيرك من المسلمين.
وأيضا ترك الصلاة فتارك الصلاة عقابه عظيم وأيضا أكل الربا والزنا والسرقة وهناك من يسرق مال أهله دون أن يخبرهم وهذا خطأ كبيرا فلا تقدم على هذه الأشياء.
وسأروي لكم قصة صحابي كان مسلما من عهد قريب رأى عباءة بين الغنائم فلبسها وسرقها فمات شهيدا في تلك المعركة فقال عليه السلام لا تزال الشملة التي أخذها مشتعلة عليه في قبره.
لا بد أن نعلم أن الذي يسرق القطعة الصغيرة من مكان ومن محل ما لا بد أن يتوب ويعيدها حتى يتوب الله عليه فلا يعذب في القبر.
والآن لا بد من الوصية التي نريد أن نختم بها الحلقة وقد ندركها مما سبق وهي:
أن أجلس مع نفسي وأظهر التوبة لله تعالى فأعاهد الله تعالى بأن لا أدنو من العصاة التاركين للصلاة ومن آكلي الربا ومن السارقين ومن العاملين بغير شرع الله تعالى.
يا رب إنني أتوب إليك وأستغفرك وألجأ إليك فاغفر لي وارحمني وتب علي فإنك إن لم تتب علي فمن سيتوب علي ويغفر لي.
إننا من أول البرنامج ونحن نتكلم عن مراحل الدار الآخرة وأمنيتنا في البرنامج أن يتقابل كلنا كما أننا جالسون مع بعض الآن غدا في الجنة مع النبي عليه السلام.
يفتح لنا الأبواب فندخل الجنة ونستريح ونجد وقتا نجلس فيه مع النبي عليه السلام ونقابل وجه رب العالمين سبحانه وتعالى ونستمتع بما لذ وطاب في جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
هدف البرنامج هو هدفان كبيران أحدهما أن نجعل الآخرة في واقعنا فنعيشها في الواقع من خلال بعض المعلومات نطلع عليها من خلال هذا البرنامج.
إننا نريد أن ننزل الآخرة إلى واقعنا بحيث ننتهي على باب الجنة في آخر رمضان.
إننا في كل مرحلة من المراحل نحاول بقدر استطاعتنا أن نذكر أسباب النجاة التي تنجي الإنسان من جهنم ومن النار.
كما أننا اليوم سنتكلم عن أسباب عذاب القبر كما قال عليه السلام إن الله لما خلق الخلق كتب كتابا فهو عنده في العرش إن رحمتي تغلب غضبي.
الأصل أنه رحيم والأصل أن الإنسان العاصي تنزل عليه الرحمة فتشمله قبل أن ينزل عليه العذاب.
وأي إنسان يعذب فهذا قد طرد من رحمة الله لأنه لا يستحقها مع أن رحمة الله قد وسعت كل شيء.
والله تعالى قال كتب على نفسه الرحمة.
لكن هل هناك منا من هو مستغن عن الرحمة في أشد الأوقات التي يحتاج فيها إلى أن يرحم ويحتاج فيها عونا من رب العالمين سبحانه وتعالى قال عليه السلام ليس أحد أحب إليه العذر من الله لذلك أرسل الرسل.
وهذا يعني أن أكثر من يحب أن يمنحنا عذرا وفرصة هو ربنا الله تعالى ولهذا أرسل الرسل حتى لا يكون للناس حجة بعد الرسل على الله تعالى.
ليست هنالك حجة حتى قال عليه السلام لا يأتي أحدكم يوم القيامة بالدنيا على ظهره فيقول يا محمد أدركني أغثني فأقول قد بلغت.
إن نبينا عليه السلام لم ينتقل إلى الله تعالى حتى بلغنا عن كل شيء من الخير والشر.
وقبل أن نتكلم عن القبر سنقول قبل العذاب الحمد لله يا رب أننا نشكرك ونذكرك في هذه الجلسة.
هنالك بعض الناس من ينكر عذاب القبر والخطأ ليس منه إنما الخطأ مني أنني أستمع إلى هذا الكلام من غير المتخصص من العلماء بهذا المجال.
ولهذا لا بد في علم من العلوم أن ألجأ إلى المتخصص فيها حتى لا أغبن وأتعلم علما غير صحيح وغير موجود.
وهنا أقول قال الله تعالى في كتابه الكريم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب أليم.
فذكر الله تعالى أن هنالك عذاب قبل العذاب الأليم في جهنم وقال تعالى أيضا عن آل فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب.
إذن النار التي يعرضون عليها هي غير الآخرة لأن الله تعالى قال ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب قال تعالى ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون.
إذن العذاب الأكبر الذي هو عذاب القبر معروف والعذاب الأكبر هو عذاب النار يوم القيامة.
ونبينا عليه السلام كان يعلم الصحابة الاستعاذة من عذاب القبر كما قال ابن عباس كان النبي يعلمنا هذا الدعاء كما يعلمنا السورة من القرآن فيقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال.
لقد كان يقول هذا الدعاء بعد التشهد وفي يوم من الأيام دخلت امرأتان على السيدة عائشة فقالوا لها إن هنالك أناسا يعذبون في القبر فأنكرت هذا الكلام ولما دخل عليها رسول الله قالت يا رسول إن إن نساء عجزا من اليهود جاؤوا إلي فقالوا إن الناس يعذبون في قبورهم فقال يا عائشة إنهم يعذبون في قبورهم عذابا تسمعهم البهائم.
ومرة كان عليه السلام على بغلته فدخل مقبرة فيها مشركين فكادت بغلته أن توقعه لما أرادت أن تنحاز عن الطريق فقال عليه السلام لمن هذه القبور فقالوا إنها لأناس ماتوا على الشرك.
وهنا نذكر قول أحد الصالحين واسمع عمر بن ذر لو يعلم أهل العافية ما في القبور من أجساد بالية لجدوا في الأيام الخالية.
والأيام الخالية هي الأيام التي نعيشها الآن وهنا نذكر قول الحسن البصري يا ابن آدم إنما أنت أيام يوم مضى بما فيه ويوم هو غد بالنسبة لك قد لا تدركه ويوم أنت فيه فاعمل فيه.
قال الشاعر:
قبورنا تبنا وما تبنا ويا ليتنا تبنا قبل ما تبنا.
فإذا حمل العاصي أو الكافر على الكتف قال عليه السلام إن الجنازة إذا وضعت على الكتف فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت من العصاة قالت يا ويلكم إلى ما تذهبون بي إليه.
وقال عليه السلام أيضا في الصحيحين عن سمرة بن جندب أتاني الليلة آتيان فقالا لي قم وانطلق فانطلقت معهما فأتينا إلى الأرض المقدسة فإذا رجل مضطجع ورجل بيده كلوب يشرشره إلى قفاه وفي منخاره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فقلت ما هذا قالا انطلق فانطلقنا فإذا رجل مضطجع ورجل قائم عند رأسه بفهر أي الصخرة العظيمة فيضربه على رأسه فيسلغ رأسه ويتدهده الحجر.
وهكذا إلى يوم القيامة فقلت سبحان الله ما هذا قيل لي انطلق حتى إذا أتينا على تنور وفيه رجال ونساء عراة يأتيهم اللهب من أسفل فإذا جاءهم من الأسفل ضوضوا فقلت ما هذا قيل انطلق قال حتى إذا أتينا إلى نهر من دم ورجل يسبح فيه ورجل قائم عند حافة النهر بيده صخور كلما أراد الخروج ضربه بالحجر فأعاده إلى الدم فقلت سبحان الله ما هذا قال لي انطلق انطلق.
قال ثم أتينا على روضة فسيحة وهي الجنة حتى إنه رأى قصره فأراد أن يدخلها فقالوا له لم يحن الوقت بعد.
انتهت الرحلة فقال لهما لقد أريتماني عجبا فقولا لي:
فقالا له إن هذه الأنواع التي رأيتها هي أنواع عذاب القبر إلى يوم القيامة لبعض المعاصي يا محمد أما عن الرجل الذي كان الكلوب يقطع وجهه وعينيه فذلك الكذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه في الآفاق.
وأما عن المضجع وآخر يضرب رأسه فهو رجل آتاه الله القرآن فرفضه في النهار ونام عن الصلاة المكتوبة.
ومعنى رفضه في النهار أنه لم يطبق القرآن في أعماله اليومية لأنه يرى أن القرآن غير نافع الآن لهذا رفضه ونام عن الصلوات التي أوجبها الله تعالى عليه.
وكما نعلم أن الصلاة لها أوقات فلا يجوز أن يؤخر الإنسان صلاته عن وقتها.
وأما عن الذين كانوا في التنور قالا أولئك الزناة من الرجال والنساء أي يأتيهم اللهب من أجل أن تحرق أجسادهم كما متعوا أجسادهم بهذه الشهوة.
وأما عن الذي كان يسبح في بحر من الدم فهو آكل الربا أي الذي كان يمص دم الناس.
وبعد أن أروه النعيم كله قالا له أما أنا فأنا جبريل وهذا أخي ميكائيل.
قال عليه السلام وإن العبد الفاجر إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه يسمع قرع النعال قال فيأتياه ملكان فيجلسانه ويسألانه من ربك وما دينك وما قولك في الرجل الذي بعث فيكم....؟
عندما يسألانه من ربك كأنهم يقصدون من الذي يسيرك ومن الذي أنشأك وخلقك وكونك وما دينك أي أي الشيء الذي يحكمني أهو مزاجك أم أصحابك أم الغرب من تقاليدهم وعاداتهم ثم يقول وما قولك في الرجل الذي بعث فيكم وماذا يمثل لك.......؟
عندما يسأل العاصي هذه الأسئلة بوده أن ينطق لكن لسانه لم تكن في الدنيا مسخر لله تعالى ولهذا فإن جوارحه ستخونه.
فيقول هه سمعت الناس يقولون شيئا قلت مثلهم فتقول له الملائكة لا دريت على الشك كنت وعليه مت وتبعث إن شاء الله.
ثم يؤمر القبر بأن تأتي على هذا الجسد وتقترب منه لتضمه وتعصره وهو ينادي والبهائم تسمعه وبدأت ضلوعه تتفرق وهو يصرخ وينادي لكن هل من مجيب في هذه الفترة ويبقى كذلك حتى تفترق أضلاعه ثم يفتح له باب من نار فيأتيه من سموم النار ورائحتها ثم يأتيه عبد أسود كريه المنظر نتن الرائحة فيقول له من أنت يقول له أنا عملك السيئ فوالله ما علمتك إلا سريعا في معصية الله بطيئا في طاعته فلا جزاك الله خيرا.
ثم يفتح له مكان من الجنة ويقال له هذا مقعدك في الجنة قد أبدلك الله شرا منه هذا ويفتح له باب إلى جهنم فيرى مقامه وعندما يرى مقامه في جهنم يقول يا رب لا تقم الساعة.
بعد أن سمعنا كل هذا عن عذاب الفاجر والكافر والمشرك والعاصي فلماذا لا نتوب إلى الله تعالى من الآن حتى لا نعذب مثل هذا العاصي والنبي عليه السلام يقول لنا وهو يسهل لنا العمل:
ما أمرتكم به فاتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عن شيء فدعوه.
اجتهد في الطاعة وابتعد عن معصية الله تعالى ولا تقل لي بالتدرج لأن الدين جاء متدرجا أقول لك هذا في الطاعات أما في المنهيات فلا بد من الانتهاء فورا دون تردد.
لا بد أن نعود إلى الله تعالى ونتوب إليه وكما نعلم أن أسباب العذاب كثيرة ومن أهمها اللسان فقد جاء في الصحيحين أنه عليه السلام مر على قبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستبرئ من بوله أي كان مهملا في النظافة.
إذن الأول كان يمشي بالنميمة فينقل الكلام من مجلس إلى مجلس.
والسبب الثالث بعد النميمة والاستبراء من البول الكذب لأنه من الكبائر وفيه غش للمسلمين ومن غش المسلمين فهو ليس منهم.
وأيضا عدم تحكيم شرع الله تعالى في أفعالنا وأنا لن أقول لك حكم شرع الله تعالى في كل عمل من أعمالك وأعمال غيرك وإنما ابدأ بنفسك وهي البداية ثم تشرع بغيرك من المسلمين.
وأيضا ترك الصلاة فتارك الصلاة عقابه عظيم وأيضا أكل الربا والزنا والسرقة وهناك من يسرق مال أهله دون أن يخبرهم وهذا خطأ كبيرا فلا تقدم على هذه الأشياء.
وسأروي لكم قصة صحابي كان مسلما من عهد قريب رأى عباءة بين الغنائم فلبسها وسرقها فمات شهيدا في تلك المعركة فقال عليه السلام لا تزال الشملة التي أخذها مشتعلة عليه في قبره.
لا بد أن نعلم أن الذي يسرق القطعة الصغيرة من مكان ومن محل ما لا بد أن يتوب ويعيدها حتى يتوب الله عليه فلا يعذب في القبر.
والآن لا بد من الوصية التي نريد أن نختم بها الحلقة وقد ندركها مما سبق وهي:
أن أجلس مع نفسي وأظهر التوبة لله تعالى فأعاهد الله تعالى بأن لا أدنو من العصاة التاركين للصلاة ومن آكلي الربا ومن السارقين ومن العاملين بغير شرع الله تعالى.
يا رب إنني أتوب إليك وأستغفرك وألجأ إليك فاغفر لي وارحمني وتب علي فإنك إن لم تتب علي فمن سيتوب علي ويغفر لي.
