الرسول مجاهداً 2

الرسول صلى الله عليه وسلم مجاهدا وهذه هي الحلقة الثالثة من حلقات الرسول صلى الله عليه وسلم مجاهدا.ولقد أحببت أن أستمر في توضيح هذا المعنى لأن هناك إشكال عندنا معاشر المسلمين في فهم طريقة جهاده عليه السلام وكذلك أعداء الإسلام الذين اتهمونا بالفاشية واتهمونا بالدموية.ولنبين لهم أخلاق الجهاد وأخلاق النبي عليه السلام في تعامله مع المجاهدين وتعامله مع أعداء الإسلام.ونريد أن نبين إحقاق الحق بأننا أمة بطولة وأمة جهاد وفي الوقت نفسه لا بد أن نبين أن الأعداء إذا كانوا يريدون السلام فنسالمهم لكن بشرط أن تكون كلمة الله هي العليا ولا نقبل بالدون أبدا.زنريد أن نبين قيمة الإيمان والتوكل على الله والاستعانة به.ونريد أن نبين الاتحاد والتجمع والتخطيط الجماعي وليس هو من الذي يكون فيه انفرادات أو أعمال غوغائية أو فيه عكس طريقة الجهاد إلى التدمير الداخلي في بلاد المسلمين أو استخدام وسائل العنف التي ليس لها أي مردود لا على أمة الإسلام وإنما هي لصالح الكفرة والعياذ بالله.

وكذلك لنثبت أعداء أمة الكفر وخاصة اليهود والنصارى.في الحلقة الماضية تكلمنا عن الصحابي الذي استطاع أن يقتل زعيم الكفر زعيم بني النضير كعب بن أشرف وهو محمد بن مسلمة الأنصاري وأخوه سلكان بن سلامة.وكذلك سنتحدث في هذه الحلقة عن طريقة مشابهة لهذا الأمر.لقد قلنا أن الصحابي الجليل محمد بن مسلمة كان من الأنصار لكنه من الأوس والمجموعة التي قاتلت معه وقتلت كعب بن أشرف كانوا من الأوس.
وهناك منافسة بين الأوس والخزرج وكلاهما من الأنصار فأراد الخزرج أن يثأروا للرسول عليه السلام ويقتلوا يهوديا كما قتل إخوانهم من الأوس.وكلاهما يتشجعان ويفكر كل واحد منهما بطريقة يرضون فيها رسول الله ويتنافسون مع إخوانهم في الخير.الخزرج تريد قتل اليهودي.

فكر الخزرج في الرجل الذي آذى الإسلام والمسلمين وطغى في البلاد فوجدوا أنه الرجل اليهودي الذي يسمى أبا رافع سلام بن أبي الحقيق.وهذا اليهودي كان زعيم خيبر وكعب بن أشرف كان زعيم بني النضير ولما قتل تولى بعده حيي بن أخطب الذي تزوج رسول الله ابنته صفية بنت حيي بن أخطب.قلنا أن حيي استلم الإمرة بعد كعب بن الأشرف وتولى بني النضير.وفي المقابل كان عندنا خيبر وواليها كما ذكرت لكم هو أبو رافع سلام بن أبي حقيق.فكر الخزرج في هذا الرجل واستأذنوا رسول الله وهم يعلمون مكره وخداعه وتمويله الأول لليهود ليقتلوا أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.وسلام هو الذي ذكر غطفان وشجعها وتآمر معها لملاقاة النبي عليه السلام في خيبر الموقعة الفاصلة الشهيرة.وهكذا نعلم أن الزعيمين سلام وحيي بن أخطب لهما تآمر واضح على الإسلام والمسلمين.فكر الصحابة في كيفية قتله وتذكروا قصة خيبر لأن النتيجة كانت للإسلام والمسلمين وأجلى النبي بني النضير وذهب كلهم إلى خيبر.وكان بنو قريظة قد نزلوا على حكم سعد بن معاذ بعد غزوة الخندق حيث حكم سعد بقتل رجالهم وسبي نسائهم وذراريهم وممن قتل من رجالهم حيي بن أخطب.

وهكذا فإن هذا الزعيم قد انتهى وبقيت الزعامة لخيبر عند سلام بن أبي الحقيق.ذهب اليهود الذين أجلاهم النبي إلى خيبر وأخذوا يفكرون ويخططون في كيفية قتال المسلمين.وفي هذه اللحظات قال الخزرجيين للرسول عليه السلام لقد آن الأوان لأن تأذن لنا بقتل أبي رافع فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم.واختار عبد الله بن عتيك ليكون قائد هذه المجموعة وهو من كبار الصحابة رضوان الله عليهم.جلس عبد الله مع مجموعة من الخزرجيين فقط واختار أخاه عبد الله بن أنيس واختار مسعود بن سنان واختار أبا قتادة واختار الأسود بن خزاعة رضي الله عنهم.
الجماعة الخماسية المختارة.لقد اختار هذه المجموعة الخماسية لتشاركه في اغتيال وقتل هذا الرجل الفاجر اليهودي الذي كان يسمى بتاجر الحجاز وزعيم خيبر.كان رجلا عنده تجارة ودهاء سياسي وهو متحدث يستطيع أن يؤلب القبائل ضد المسلمين وكل هذه الصفات موجودة في اليهود وإلى يومك هذا هم كبار التجار ومتحدثين وعندهم قيادات وزعامات واتصالات واستخبارات عالمية.إن قوة الإيمان عند الصحابة وأيضا التفكير والتخطيط اجتمعت.اجتمع عبد الله بن عتيك مع مجموعته ليالي ذوات العدد حتى وصلوا إلى فكر وهذه الفكرة تقول إن عبد الله بن عتيك قد رضع من امرأة يهودية في الصغر والآن من المناسب أن يذهب إلى خيبر فيسأل عن أمه من الرضاعة وقرر هذا القرار.

أخذ المجموعة وعندهم خبرة باليهود وعنده قراءة تاريخية جغرافية وفي نفس الوقت كان يتحدث اللغة العبرية.
وهذا يدل على أن الإسلام والمسلمين في نهضتهم تعلموا اللغات وعرفوا الجغرافيا والتاريخ وحقائق الناس وفلسفتهم في الحياة.انطلقت هذه المجموعة ووصلت في الليل علما أن سور أبا رافع يحيط به أربعة آلاف جندي يهودي.لقد كان قصرا عظيما له سور عظيم فكيف يستطيع الدخول إلى هذا المكان وما هي الشجاعة التي عنده وما هي الخطة التي ستسعفه للدخول إلى هذا المكان.......؟قال عبد الله لإخوانه سأنادي أمي التي أرضعتني فطلب من الجنود أن يرسلوا إليها وجاءت في الليل ومعها تمر وخبز.خرجت خارج السور واستقبلتهم ورحبت بابنها والذين معه وهو يعرف تاريخها وكان على تواصل مستمر معها وهو على يقين أنها لن تفضح طريقته وأمره فأخبرها بالأمر.

وهذه تعود إلى قضية فهم وقائع الناس وتاريخهم فوافقت لكنها خافت وقالت له كيف ستدخل سورا يحيط بقصره أربعة آلاف يهودي من كبار رجال اليهود والرجل ماكر ولديه تطلع ومعرفة للواقع فسيدرك الحركات ويعرف ما تنوون.فأخبرها أن خطتهم ستكون عبارة عن مراقبة وتتبع للوضع فوافقت.يقول عبد الله بن عتيك فاستعنا بالله وتوكلنا على الله ورتبنا أمرنا.ولما وصلوا إلى السور بدأت الأم تتكلم العبرية وعبد الله يتكلم مع أمه بالعبرية وظهر على القوم أنهم أناس مشغولون مع بعضهم وما أدرك القوم أمرهم.فدخلوا السور الكبير وهو سور خيبر ثم وصلوا إلى منزل هذه المرأة وهي والدة عبد الله ومكثوا عندها أياما طويلة ودارها تطل على قصر سلام بن أبي الحقيق وبدؤوا يراقبون حركات الحراسة وكيف يتحركون وماذا يصنعون.

خطة قتل أبو رافع سلا بن أبي الحقيق.

مشكور حبيبي تامر حبيبي ورفيئ عمريييييييييييي

شكرااااااااا كتيرررررررررر